تاآآآئهة الخطى

زائر

*تاآآآئهة الخطى*

كانت تسير في طريقها لا ترى شيئاً إلا سواداً يحيط بها فتجدها دائمة التعثر والسقوط..ما إن تخطو خطوة حتى تسقط ..سئمت من حالها..لكن لا حل لديها سوى المواصلة..استمرت أياماً كثيرة بل سنوات كثيرة وهي تسير في ذلك الطريق الطويل المليء بالعقبات..كانت كزهرة ذابلة..وكطفلة تائهة..لا تدري ما هو مصيرها فقط تسير وتواصل..لا معين لها و لا مواسي..

وفي يوم من الأيام وكما هو الحال وبينما كانت تواصل مسيرها شعرت بالتعب والإرهاق..فقررت أن تستريح من عناء السير لبضع دقائق..وعندما أسندت ظهرها إلى شجرة كانت خلفها..شاهدت منظراً غريباً..

شاهدت مجموعة من الطيور تحلق فوق شجرة أمامها..إلا أن هناك طائر على غصن من أغصان الشجرة لا يطير..كلما أراد أن يطير مثل رفقته يسقط..كرر المحاولة مراراً وتكراراً..لكن لا جدوى..

وبينما هي على تلك الحال ومن شدة الإعياء أخذها النعاس فغفت..وعندما اسيقظت..إذا بالليل قد حل.. والظلام أسدل على المكان من حولها..لكنها سمعت صوتاً غريباً شعرت بالرعب في بداية الأمر..لكن أيقنت أنه صوت مألوف لديها..قفزت تبحث عن مصدر ذلك الصوت..التفتت يمنة ويسرة لكن لم تجد شيئاً..رفعت ناظرياها قليلاً إلى الأمام إذا بها ترى ذلك الطائر الذي غفت على صوته واسيقظت على صوته..كانت في قمة الإستغراب..فعلى ما يبدو لها الوقت هوة الليل..والظلام يلف المكان..وجميع الطيور نائمة في أعشاشها..تذكرت حالها وكيف أنها تسير ليلاً ونهاراً لكن لا جدوى فقدت الأمل من محاولات ذلك الطائر..وقررت أن تتركه وشأنه..فهي تعرف النتيجة لأنهما متشابهان..

اقتربت لتحمل حقيبتها فسقطت دمع الألم من عينيها..وكانت أسئلة تتردد في ذهنا:

لماذا هذه الدنيا لا تحقق لنا ما نريد؟؟لماذا هنا الكل يتألم؟؟لما ذا يا دنيانا أجيبي؟؟

وهي تردد تلك العبارات إذا بالصبح قد حل والشمس أرسلت أشعتها الذهبية معلنة بداية يوم جديد..ومع ذلك الإحساس الغريب الذي كان يراودها..إذا بصوت الطائر قد على علا..فنظرت أمامها فإذا هو بالأفق يغرد..يشدو فرحاً وسروراً..وقد إجتمتع الطيور حوله للتهنئة..انطلقت لا شعورياً وصرخاتها تعلو المكان من حولها..انطلقت بشعور غير ذي قبل..انطلقت برأي غير ذي قبل..انطلقت وأيقنت معنى الجد والاستمرار..انطلقت نحو هدفها بكل همة ونشاط..انطلقت وقد حول ذلك الطائر:ألمـــها..إلى أمـــلها..

مآ رآق لك رآق لي ~..

دآم نزف قلمكـِ ~..